ذهب كتاب القرن التاسع عشر الى مقارنة الأخطبوط بمصاصي الدماء والشياطين، وذلك بسبب اعضاء الامتصاص لديه وقرونه الصغيرة البارزة. وكان الاغريق القدماء يتخوفون من ان يكون الأخطبوط قادرا على الصعود الى اليابسة، لكي يغزو مخازن السمك او يسرق الزيتون والتين، بينما اعتقد اليابانيون ان الأخطبوط يملك جسما رشيقا ولزجا يمكنه من تسلق الاشجار والجدران. يعود تاريخ الأخطبوط المعاصر الى ما قبل 165 مليون سنة، اي الى العصر الجوراسي. وفي ذلك الوقت كان طول الأخطبوطات لا يتجاوز 8 سنتمترات وكانت تعيش في بحر ثيتيس الذي يعتبر البحر المتوسط والبحر الاسود من بقاياه. ومع ان الاخطبوطات لم تتغير كثيرا منذ ذلك الحين، الا ان حجمها تزايد بشكل كبير. وأكبرها على الاطلاق هو اخطبوط الباسيفيك الكبير، الذي يصل طوله عادة الى ثلاثة امتاز ويزن 30 كيلوغراما. وفي عام 1957، قذف البحر اخطبوطا عملاقاً بطول 6,9 مترات وبوزن 272 كيلوغراما على شاطئ كولومبيا البريطانية. يعتبر الأخطبوط مخلوقا انعزاليا منذ ولادته، الامر الذي يفرض عليه ابتداع حلول للمشكلات اليومية التي تصادفه بدون وجود نموذج يقلده او قدوة يحتذي بها. وهذا الامر معروف باسم «التفكير المفاهيمي» وهو غير موجود لدى اي حيوان لافقاري اخر. وقد لاحظ العلماء في التجارب التي اجروها على الاخطبوط انه يستطيع ان يميز بين الصور المنعكسة في المرآة والصور الحقيقية. وبالتالي فإنه لا يتصرف بردة فعل لدى مشاهدته صورته في المرآة بخلاف ردة فعله الفورية والعنيفة لمشاهدته اخطبوطا آخر يقترب منه. يمتلك الاخطبوط وسيلة غريبة في صيد فريسته، مثل اسماك القرش الصغيرة، فهو يستخدم «اسلوب المظلي» في القفز فوق الضحية والهبوط عليها واحاطتها بأذرعه الثماني والامساك بها بقوة بأكواب الامتصاص التي يزيد عددها على 2000 كوب. وبالنسبة للفرائس الاصغر حجما وذات الاصداف الصلبة، تملك الاخطبوطات ثلاثة اساليب مختلفة. فهي تقوم اما بتمزيقها او بفتحها باستخدام منقارها او حفر صدفتها باستخدام افرازاتها اللعابية التي تطري الصدفة بدرجة تكفي لحفر فتحة صغيرة ثم تقوم بعد ذلك بحقن مادة سامة في الفتحة لشل الفريسة ولتذويب النسيج الضام بدرجة بدرجة كافية لتمزيقه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق